لاننا نعيش منازلة حقيقية بين معسكرين يقفان على طرفي النقيض فهناك معسكر من يبغي الخير و الامان والسلام ومعسكر اخر اعتاد على الشر ويرى فيه وسيلته لتحقيق مأربه وطموحاته المريضة ، وفي هذا السياق سجلت الساحة الاقليمية جريمة جديدة تضاف لسجل جرائم معيكر الشر اميركا وربيبتها الوضيعة اسرائيل بأستهدفها وبمساعدة عملائها جموع المعزين بذكرى قادة النصر في مسقط رأس و روضة الشهيد الجنرال قاسم سليماني ،هذا الفعل الاجرامي دواعيه ليست ببعيدة عن ما شهدته الاراضي الفلسطينية المحتلة حيث تكبدت الاجهزة الاستخبارية الصهيونية والغربية في معركة طوفان الاقصى في 7 اكتوبر الماضي هزيمة منكرة وضربة موجعة لايمكن التغطية عليها ونكرانها ..
تلك الهزيمة التي تلقاها الكيان المسخ تحملت تبعاتها اجهزة الاستخبارات وفي مقدمتها جهاز الموساد الاجرامي ولاننا نتحدث عن كليات لا جزئيات فوجود هذا الجهاز الاجرامي ليس ببنيته فحسب بل وبشركائه من اجهزة المخابرات الغربية والاجهزة الاستخبارية التي ينسق معها في بلدان المنطقة ،نعم لقد تلقت المخابرات الدولية الحليفة للصهيونية ضربة مهينة على يد محور المقاومة ادت الى تحميلهم المسؤولية عن هذه العملية البطولية وهو ما ادى لاقالة عدد من مسؤولي هذه الاجهزة ..
ان ما نشاهده اليوم من عمليات اجرامية في غير مكان تستهدف قادة ميدانيين ومدنيين عزل بدأت باستهداف الشهيد رضي في سوريا والشهيد العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت والمعزين في روضة الشهيد سليماني بكرمان له دلالات واضحة تشير لمحاولة هذه الاجهزة الدولية اثبات نفسها وصناعة نصر استخباري يعيد الى لقيطها الموساد الاعتبار ،كما انها محاولة محو اثار الهزيمة التي تلقاها وتحطمت من خلالها اسطورة تفوق الكيان الغاصب ،واذا ما شئنا التفصيل فهي محاولة خائبة يراد منها اعادة تسويقه وجعل زمام المبادرة التي فقدها اليه ، بعد ثبوت عدم جدارة قادته ومسؤوليتهم عن ما حدث من انهيارات كبيرة في صفوف الاحتلال ..
ان العمليات الاجرامية التي نفذت مؤخرا ليست فعلا صهيونيا بحتا بل هناك جهد دولي غربي حيث تحاول بلدان الاستكبار اعادة الثقة لجهاز الموساد ،الذي تعد هزيمته تحديا كبيرا للغرب ،وذلك لن يتحقق الا باثارة الخوف وتخريب الجبهة الداخلية لبلدان محور المقاومة وفي مقدمتها جمهورية ايران الاسلامية ،التي يتهمها الصهاينة المهزومين بالتخطيط وتدريب ودعم جبهة المقاومة الاسلامية في فلسطين ولبنان واليمن والعراق ،نعم ان هذه البلدان الاستكبارية المجرمة بدعمها للموساد وامداده بالمعلومات والمخططات وحتى العناصر الاجرامية الارهابية تؤكد انها تقف مع الصهاينة بخندق واحد و تنفيذها لهذه الهجمات وتزامنها وتعاقبها يشير ايضا لمقدار خوف البلدان الغربية ورعب انظمتها من اهتزاز صورة هذا الكيان المجرم وفقدانه التفوق وهو ما يفسر غضها الطرف عن جرائمه ومجازره واتجاهه للانتقام بعد هزيمته العسكرية في غزة ،وكذلك هزيمة الحلف الغربي وجيوشه واساطيله وعجزه عن تأمين الملاحة لسفن الكيان الغاصب البحر الاحمر.
اننا امام تحديات امنية كبيرة فما يحدث ينذر بأتساع دائرة الاستهداف مما يستوجب ردودا فورية وكبيرة تؤدب العصابة الحاكمة في تل ابيب وعواصم الشر في واشنطن ولندن وباريس وبقية البلدان التابعة للمنظومة الغربية الداعمة للصهاينة بالسلاح والمال والدعم السياسي ..
بأختصار
ان طريق سليماني الذي مكن المقاومين واسترد شيئا من كرامة الشعوب المستضعفة وجعلها قادرة على مواجهة جيوش الشر سالك وقد تكون احد اكثر نهاياته تكريما هي الشهادة في سبيل الله والاوطان فاستهدافه حيا وبعد رحيله شهيدا ومحاولة منع محبيه والمتمسكين بنهجه من الوصول الى روضته لن يثنيهم عن المواصلة والسير في هذه الطريق الطويلة ،فقد سلكها الشهيد رضي كما سلكها والتحق بها الشهيد محمد العاروري وعشرات الكرمانيين المحبين العاشقين للشهادة .. فالمجد والخلود للشهداء الابرار ،والعار للقتلة المجرمين الغاصبين المهزومين