ماجد الشويلي
سيكتب التأريخ أن الجمهورية الإسلامية قد استُهدفت بهجوم صهيوأمريكي مزدوج انطلاقا من الاجواء العراقية.
كما سيكتب التأريخ في الوقت ذاته ، أن الموقف الرسمي والشعبي والديني للعراق، على مستوى الاسناد لجبهة غزة ولبنان كان مميزا لدرجة كبيرة .
كل تلك المواقف المميزة ومن بينها اعلان الحكومة العراقية تضامنها مع الجمهورية الاسلامية ضد الهجوم الصهيوني، لم تحم إيران ولم تمكن العراق من حماية اجوائه وفرض سيادته عليها.
ومن المؤكد أن هذا الانتهاك السافر للسيادة العراقية يمثل دلالة واضحة وجلية على مدى استهتار الولايات المتحدة بالدولة العراقية.
إذ ليس بوسع اسرائيل ولابمقدورها هتك سيادة العراق واختراق اجوائه لولا الضوء الأخضر الأمريكي ، والغطاء العسكري ، والحماية القانونية والسياسية في المحافل الدولية.
ايران التي حذرت الدول التي تسمح للصواريخ والطائرات الاسرائيلية المرور باجوائها للعدوان عليها تعاطت مع العراق بنحو آخر.
فقد التمست له العذر وقدرت له ما يعانيه من نفوذ وسطوة أمريكية جاثمة على كل شئ فيه تقريباً.
لكن الى متى تبقى اجواؤنا مستباحة، والى متى يتعذر علينا الحصول على قدرات ودفاعات جوية متطورة، كما هو شأن الدول
ذات السيادة .
إن استعمال الاجواء العراقية لضرب الجمهورية الاسلامية لايعفي العراق من التبعات القانونية، ولربما يسهم بالاساءة للعلاقة بين البلدين مع تكرر هذا الأمر وهو محتمل.
لكن لأجل من ولماذا على العراق أن يكون في هذا الموقف الذي لايحسد عليه ؟
قطعا هو مرغم على ذلك.
غير أن عليه أن يضع حداً ونهاية لهذا الوهن والانطلاق بقوة نحو بناء قدراته الدفاعية،
وتأمين اجوائه باحدث منظومات المتطورة ومن مناشئ ليس للولايات المتحدة من سلطان عليها.
فالحديث عن استيراد الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي وغيرها من كوريا الجنوبية، لايختلف عن استيرادها من الولايات المتحدة.
ولو كان هناك فرق في الأمر لما سمحت به أمريكا التي تحظر على العراق استيراد الاسلحة الروسية والصينية والايرانية والكورية الشمالية !
وعليه لابد من تنويع مصادر التسليح بشكل حقيقي وليس الاقتصار على شراء أسلحة المعسكر الغربي أو الدول المحسوبة على الولايات المتحدة وقبل ذلك ينبغي التوفر على إرادة هذا الفعل والتوجه شرقا بكل حرية.
والتلويح بالتصدي لأي خرق من اي جهة كان للاجواء العراقية وهذا لايكون الا في ظل حكومة قوية مستندة لدولة قوية.
ولاتكون الدولة قوية مالم تستند لشعبها وتستمد منه قوتها وشرعية مواقفها.
ولكن للاسف وجدنا أن القيادات السياسية في الغالب قد فرطت بهذه القيمة العزيزة فلم تحسن الارتباط بقواعدها الجماهيرية، وأخطأت بتحويلها الى طوابير انتخابية بفعاليات موسمية.
هذا هو أس الخلل والعلة لكل يعتري البلاد من وهن .
وما عليك الا أن ترى الفارق بين مايجري على أرض العراق وما يجري بسمائه.
فبينما تزخر أرضه بالاسود الحيدرية، وجنود المرجعية ، ومواكب الاسناد الاستثنائية، تصول في سمائه وتجول الطائرات والصواريخ الاسرائيلية والأمريكية !!