بدر نيوز / بيروت
أعلن الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إطلاق حملة "وعد والتزام" لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانه الذي امتدّ 64 يوماً على لبنان، مؤكداً أنّ "إعادة الإعمار هي تثبيت لدعائم الانتصار".
وفي كلمة ألقاها الخميس، أكد الشيخ قاسم أنّ مرحلة الإيواء والإعمار هي وعد من شهيد الأمة، الشهيد السيد حسن نصر الله، و"التزام منا"، مؤكداً أنّه سيتم "تطبيق هذا الوعد والتزامه، على المستوى العملي".
وشدّد الشيخ قاسم على أنّ حزب الله "لا يرضى لأهله أن يستمروا في نزوحهم في أماكن عامة، أو في بعض البيوت التي ضاقت بأهلها"، متابعاً: "نريد لهم أن يكونوا أعزاء وفي أماكن لائقة، وخصوصاً أولئك الذين وجدوا بيوتهم مدمَّرة كلياً أو جزئياً. لا نريد أن نرى أحداً في مدرسة أو مركز إيواء، أو أي مكان يكون فيه عبئاً على الآخرين".
ولدى حديثه عن النازحين، أكد الأمين العام لحزب الله أنّهم "الثروة الكبيرة التي كانت إلى جانب المقاومة وتدعمها"، وأنّهم "أشرف الناس وأطهرهم"، موجّهاً الشكر إليهم.
كما وجّه الشكر إلى "من استضاف النازحين، وإلى مختلف الجهات التي دعمت، سواء أكانت على مستوى حكومي أم مدني، وإلى الدول التي ساعدت".
في السياق نفسه، شدّد الشيخ قاسم على أنّ حزب الله "سيكون يداً بيد مع الحكومة اللبنانية، التي عليها أن تبرز مساهمات الدول الشقيقة والصديقة"، فيما يتعلق بإعادة الإعمار، مبيّناً أنّ "الحكومة معنية بأن ترفع الأنقاض، وتعالج مسألة البنية التحتية، وتضع برنامجاً لتكلفة ترميم المنازل وإعادة الإعمار".
وأعلن أنّ الحزب "سيساعد على الترميم، إذا افترصنا أنّ ما تقدمه الحكومة فيه بعض النقص".
وشكر إيران، بقيادة السيد علي خامنئي، والدولة والشعب وحرس الثورة فيها، بسبب تقديهم الدعم السخي فيما يتعلق بالنزوح. وشكر العراق، والمرجعية الدينية والشعب فيه، على المساهمة المالية. وخص بالشكر اليمن، بقياداته وأطيافه وأنصار الله.
ودعا الدول العربية والصديقة إلى المساعدة على إعادة الإعمار.
"نعطي فرصةً لإنجاح وقف إطلاق النار"
وإذ جدد الشيخ قاسم تأكيد انتصار المقاومة في معركة "أولي البأس" ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، فإنّه ذكّر بأنّ حزب الله "وافق على اتفاق إيقاف العدوان، الذي يشكّل آليةً تنفيذيةً للقرار 1701، الذي ينصّ على انسحاب إسرائيل، ويمنع وجود المسلحين جنوبي نهر الليطاني"، موضحاً أنّه "ليس اتفاقاً جديداً، وليس قائماً بذاته".
وأضاف أنّ القرارات ذات الصلة، الواردة في القرار 1701، "لها آلياتها، ومنها استعادة لبنان لحدوده خلال الفترة الزمنية المحددة"، متابعاً أنّ "هناك نحو 60 خرقاً إسرائيلياً للاتفاق، والمقاومة تعطي فرصةً لإنجاحه"، وأكد أنّ الحزب "يَعُدّ الدولة مسؤولةً عن متابعة الخروق مع اللجنة المشرفة" على الاتفاق.
إلى جانب ذلك، طمأن الشيخ قاسم إلى أنّ "حزب الله سيقوم بتقييم ما مرّ فيه من أزمات وحرب"، مؤكداً أنّه "سيستفيد من الدروس والعِبَر، من أجل التطوير والتحسين في كل المجالات".
وشدّد أيضاً على أنّ "حزب الله قوي، بقوة مشروعه السيادي، الذي يريد بناء دولة العدالة، عبر التعاون مع كل الأطراف، ومن خلال بنيته وتمثيله النيابي وشعبيته، وهو مكوّن رئيس في البلد مع المكونات الأخرى، وسيبقى كذلك".
وأضاف أن "حزب الله قوي لأنّه مع حق الفلسطينيين واللبنانيين في تحرير أرضهم"، متابعاً: "انتصرنا لأنّ العدو لم يحقق أهدافه، وهذه هزيمة له. ومقاومتنا باقية ومستمرة وستتألق أكثر".
أما لدى شرحه العوامل الـ3 الأساسية، التي أدت إلى الانتصار في "أولي البأس"، فأكد أنّها: "وجود المقاومين الاستشهاديين في الميدان وصمودهم، ودماء الشهداء، وعلى رأسهم الشهيد السيد حسن نصر الله، والتي أعطت زخماً للمجاهدين من أجل الاستمرار، واستعادة المقاومة بنية السيطرة التي ساعدت على إدارة المعركة، بصورة متناسبة".
"حزب الله إلى جانب سوريا في إحباط العدوان"
وتطرّق الشيخ قاسم، في كلمته أيضاً، إلى التطورات في الساحة السورية، معلناً أنّ حزب الله "سيكون إلى جانب سوريا في إحباط أهداف العدوان عليها، بما يتمكّن منه"، محذراً من "أنّنا أمام مشروع إسرائيلي شرق أوسطي توسعي خطير جداً".
وشدّد على أنّ العدوان على سوريا ترعاه الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، مذكّراً بأنّ "الجماعات التكفيرية في سوريا لطالما كانت أدوات لهما، وتريد نقل سوريا من الموقع المقاوم إلى موقع يخدم العدو الإسرائيلي".
وبيّن أنّ الولايات المتحدة و"إسرائيل" تحاولان "تحقيق مكتسب من خلال تحييد سوريا، بعد عجزهما في قطاع غزة والاتفاق على إنهاء العدوان على لبنان، وتخريب سوريا من خلال المجموعات الإرهابية التي تريد أن تُسقط النظام".
ودعا إلى دعم المقاومة، متوجهاً إلى قادة الدول العربية بالقول: "اعلموا بأنّ كل ربح لإسرائيل هو خسارة لكم، وليس خسارة لفلسطين وسوريا ولبنان، وسينعكس على بلدانكم".