تقرير : كاظم محمد الكعبي
تصوير : طيف طه
برعاية مؤسسة السجناء السياسيين وبالتعاون مع كلية الفنون الجميلة وتحت شعار :
كأن القيود على معصميه … مفاتيح مستقبل زاهر
عرضت اليوم الأحد مسرحية ” القافات ” على مسرح الرواد في العاصمة بغداد ، ضمن مهرجان “حريات” المسرحي.
المسرحية تناولت محن وآلام السجناء السياسيين في سجون الطغاة، وآهات ومحن محبيهم وذويهم ،كما سلطت الاضواء عن بطولات سجناء الرأي والكلمة داخل القافات وانتفاضتهم على الجلاد داخل الزنازين المظلمة.
مسرحية القافات أعدها واخرجها الدكتور ياسين اسماعيل الكعبي وادت دور البطولة فيها الفنانة الكبيرة الدكتورة شذى سالم والفنان مازن محمد مصطفى والممثل خالد احمد ومجموعة من طلبة قسم التربية الفنية، وأشرف عليها الدكتور مضاد الاسدي عميد كلية الفنون الجميلة.
نائب رئيس المؤسسة السيد علي إحمود النوري قال : شهدنا اليوم عرضا مسرحيا رائعا نقل تاريخ ومعاناة السجناء السياسيين، نتمنى أن تكرر هذه الأعمال الفنية وبالتنسيق مع هذه النخبة من الفنانين الذين جسدوا تلك المعاناة على ارض الواقع.
عميد كلية الفنون الجميلة الدكتور مضاد الاسدي قال: ان مسرحية القافات تسلط الضوء على عذابات الانسان في زمن الانظمة الشمولية والاستبدادية وتذكر الاجيال الحالية بان الوجود الحالي للمجتمع ما قام الا بتضحيات كبيرة قدمتها الامهات والاباء والشباب المضحي، مؤكدا على فتح هذا الملف فتحا جماليا ثقافيا ، وعن العرض المسرحي الذي تحدث عن الوجع العراقي في زمن العتمة قال الاسدي : ان مسرحية القافات هي شراكة إبداعية بين الاستاذ والطالب قدمت بالتعاون مع مؤسسة السجناء السياسيين وقد شهدنا اليوم عرضا مبهرا بشهادة الجمهور سلط الاضواء على كل هذه العذابات والوجع بطريقة جمالية مدروسة.
فيما بيّن المخرج الدكتور ياسين إسماعيل : ان (القافات) عرض مسرحي يتمحور حول فكرة مفادها سؤال إنساني كبير ” لماذا يسجن الإنسان ويعذب بأقسى الطرق والأساليب لا لجنحة ارتكبها، إنما لمجرد أنه يحمل فكراً سياسياً مختلفاً ومغايراً لفكر السلطة “؟ مضيفا ان المسرح وسيلة تواصل فاعل لحركة المجتمع، وفعل تدوين جمالي لسرديات واقع الإنسان ومايتعرض له من أحداث، ليس على مستوى التوثيق التاريخي فحسب؛ إنما على المستوى الفني والفلسفي… لذا إستندنا في معالجتنا لفكرة العرض الى أرشيف مؤسسة السجناء سيما مايتعلق بالتأثيث والتوثيق التاريخي، وبالنتيجة استطعنا توفير مادة تحاكي مامر بالسجين السياسي.
من جانبه قال مدير الاعلام والاتصال الحكومي في المؤسسة الاستاذ فاضل الحلو : ركزت ثيمة مسرحية القافات على عرض وايصال معاناة السجين السياسي العراقي في زمن البعث وماهي السياسة التي كان يتبعها الدكتاتور صدام من خلال ابتكار اشكال الإضطهاد والقمع ومصادرة الحريات .
مضيفاً ، ان القافات ملحمة جسدت الوجع العراقي خلال سنوات طوال، حيث تمكن المخرج المبدع الدكتور ياسين من معالجتها ووضعها في اطار فني لينقل من خلالها رسائل حملتها طيور القافات التي افنت سنين شبابها بين جدران حالكة السواد مليئة بالقهر.
هذا وحضر العرض نائب رئيس المؤسسة السيد علي إحمود النوري والمديرون العامون السيد نعيم ياسين مدير عام دائرة العلاقات والاعلام والسيد زيدان خلف مدير عام الدائرة الادارية والمالية والسيد جبار موات مدير عام دائرة شؤون المديريات ومديرو اقسام دائرة العلاقات والإعلام كل من الدكتور احمد صدام كاظم والسيد بشير الماجد وعدد من موظفي المؤسسة ونخبة من السجناء السياسيين وجمهور غفير من مختلف شرائح المجتمع العراقي.