وكالة بدر نيوز
١٣ ربيع الثاني ١٤٤٦ هـ | 18 Oct 2024
ماسر قلق اسرائيل في الرد على الجمهورية الإسلامية
38 0 2024-10-06

محمود الهاشمي*


كان الكيان المؤقت يرى في سلسلة اغتيالات قادة حماس وحزب الله وتفجيرات اجهزة الاتصال ،انه استطاع ان يلوي ذراع المقاومة ويجعلها في حال من الشده والتردد باتخاذ القرارات العسكرية والسياسية ،كي يتفرد بكل منها دون الأخرى وبذا يعلن عن وهم الانتصار .


لا أحد يشك بان ماتعرضت له فصائل المقاومة بكل المحاور كان موجعاُ،فليس من السهل ان تقاتل حماس على مدى عام وسط مأساة الأهالي وقتلهم وتجويعهم وهدم منازلهم ، وليس من السهل ان يتحمل حزب الله قتالا على مدى عام كاسناد لغزة وقد فقد العشرات من مقاتليه وقياداته وتعرضت
مدنا للدمار وهاجر الالاف من السكان ..مثلما تعرضت اليمن لقصف وتدمير وحرائق وحصار.


هذه هي المرة الاولى التي يدخل فيها العدو الصهيوني معركة تمتد على مدى عام ،ولم تتوقف لحظة خسر فيها مايفوق كل خسائره بالمعارك التي خاضها مع المقاومة او الحروب الرسمية ،وادرك أنها معركة قد تأخذ به للزوال .


يبدو ان رئيس وزراء الكيان لم تبق لديه وسيلة لإدامة بقائه بالسلطة سوى (الاغتيالات وتفجيرات اجهزة اللاسلكي )وهاتان الورقتان قد يبستا وسقطتا فسرعان ماتم استيعابها ورابط المقاتلون في اماكنهم وهم يصدون مشروع الجيش الصهيوني بدخول الأراضي اللبنانية .


الحكومة الصهيونية في حالة من القلق ،فالحرب في غزة تشبه اول يوم انطلقت فيه سوى مذابح المدنيين وهدم المنازل والمدارس والمستشفيات،
وانصار الله اليمن مازالوا مرابطين على سواحل البحار يخنقون اقتصاد العدو ويمنعون الأسلحة عنه ،وكذلك في سوريا والعراق ،بل العكس فان محاور المقاومة ازدادت تماسكا وإسنادا لبعضها البعض .


اختارت ايران توقيتا دقيقا جدا في ضرب الأراضي المحتلة ،فقد اضافت قوة في الجانب المعنوي والمادي للمقاومة وعادلت الردع .


وتكون قد ثأرت لضيفها الذي أغتيل على ارضها وللقادة من المقاومة الذين تم اغتيالهم اخيرا ،وأشعرت جميع محاور المقاومة أن إيران معهم بالميدان فيما وصلت الرسالة الى امريكا والغرب بان ايران غير عابئة بتواجدهم في المنطقة .


حيرة (الكيان الصهيوني )كبيرة ،فان لم يرد يكون قد فقد شخصيته على مستوى الداخل والخارج ،وإن رد فكيف سيرد !


لاشك ان المسؤولين اكثر قراءة للمشهد بالمنطقة من نتنياهو وهم يرون ان استمرار الحرب وتواصلها سيضعف دور امريكا لدى اصدقائها ويفتح الطريق امام الخصوم (روسيا إيران الصين ) لتملأ الفراغ ،لذا لاترغب اسرائيل ان ترد على الهجوم الإيراني لانها ستمنح ايران فرصة أكبر للمشاركة بالمعركة ودعم قوى المقاومة بكافة الجبهات .


حيرة اسرائيل في أسلوب الرد على طهران يعود للأسباب الاتية :-


١-ان الكيان في حرب مع عدة جبهات على مدى عام دون تحقيق ادنى نصر ،وفتح جبهة اخرى عليه سيضعف موقفه اكثر ،ويصب لصالح خصومه .

٢-ان اي فشل سيقود بالحكومة اليمينية إلى الانهيار وأحالة اعضائها للمحاكم .

٣-خيارات الاستهداف .

- إذا اختار المنشآت النفطية سيتم الرد اولاً على ماتملك اسرائيل من هذه المنشآت السريعة الاحتراق ثم منصاته ومصادر الطاقة بالبحر ،فيما التوقع ان تصبح جميع منشآت الدول الساندة لاسرائيل بالمنطقة تحت القصف وقد لوح قادة بالمقاومة بذلك وسيدخل العالم عندها في أزمة للطاقة
تضاف لازمة حرب روسيا واوكرانيا .

- إذا اختارت مهاجمة مواقع المفاعلات النووية فيوقعها في امرين الاول أنها غير قادرة للتأثير بهذه المواقع لانها أصلا معدة عند التصميم في مواجهة الأسلحة المتطورة وفي أماكن بعيدة ومعقدة التضاريس .


الأمر الثاني منح ايران أحقية استهداف مفاعل ديمونة الذي مرت عليه صواريخ ايران لمرتين والمتهالك كونه انشيء عام ١٩٥٨ ولم يتم ترميمه وأي قصف للمكان سيتسرب منه الإشعاع وصولا الى تل ابيب .


- استهداف مجمع سماحة السيد الخامنئي،فرسالة سماحته قد وصلت حين اخبر سماحته رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية بالرد السريع على الهجوم الإيراني خلال نصف ساعة دون الرجوع للتنسيق مع وزارة الأمن القومي ،وفي ذلك امر جلل .

- استهداف دول محاور المقاومة ،وهذا أمر يدل على الضعف اولاً لانها إعلان بعجزها عن مهاجمة الدولة التي هاجمتها وثانيا هذه الدول ستنضم بشكل مباشر للحرب ضد الكيان الصهيوني مثل العراق وسوريا ولبنان .


- مهما كان الاستهداف فان أراضي ايران مليون ونصف المليون كم٢ ،متنوعة التضاريس وشاسعة المسافات ومهما كان الاستهداف سيتم استيعابه لكن مساحة الارض المحتلة (٢٢) الف كم٢ بمعنى مساحة قرية صغيرة بايران وبذا إذا استهدفت سيتم تدميرها تماما .


بدأ رئيس وزراء الكيان باستخدام (ورقة امريكا )بان تكون شريكا مباشرا بضرب ايران لذا بات يكرر الإعلام الصهيوني قضية مشاركة امريكا ويعلن بان قائد القوات الاميركية بالشرق الأوسط يتواجد باسرائيل على مدى أسبوع ويتحدثون عن اتفاقية أمنية بين الطرفين ويتحدثون عن ثلاثة آلاف جندي أمريكي أضيفوا للقوات الاميركية وان القيادات الاميركية تدرس معهم خيارات الرد .. هذا (توريط )لأنهم (اسرائيل )اقترحوا على امريكا عدة خيارات لاماكن الاستهداف وأمريكا (تناور )لانها تعلم ان اسرائيل تريد تحميلها مسؤولية الضربة كي تضطر ايران باستهداف التواجد الأمريكي بالمنطقة وتتوسع الحرب لان قواعد امريكا في دول المنطقة .


امريكا من جهتها لاتملك وسيلة ضغط على الحكومة الاسرائيلية لأمرين الاول تأثير اللوبي الصهيوني على القرار الأمريكي والثاني قرب موعد الانتخابات وحاجتها لدعم اليهود والثالث سيسود اعتقاد لدى أصدقاء امريكا بالمنطقة ان امريكا لاتحمي أصدقاءها.


نقول إننا نفكر الان بالإجابة المنطقية للأحداث ولكن تبقى اسرائيل تفكر في ميادين وساحات وأحاييل اخرى مثلما تفاجأنا بتفجيرات الأجهزة اللاسلكية وطرق اغتيالات قادة المقاومة ..


اليهود (فتنة )منذ إن كانوا وماورد في القران الكريم عنهم يدعونا للتبصر بمخططاتهم

(وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا)



* مدير مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية

مقالات ذات صلة
تعليقات