وكالة بدر نيوز
١٩ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ | 22 Dec 2024
التواضع أساس البناء: دعوة إلى السلام والعمل
41 0 2024-12-11

رياض الفرطوسي



في عالم مليء بالتحديات والمتغيرات السريعة، يفرض الواقع علينا وقفة للتأمل وإعادة النظر في طريقة تعاطينا مع أنفسنا ومع الآخرين. لم يعد الزمن يتسع للصراعات والضجيج، بل أصبح السلام والاستقرار ضرورة حتمية، خاصة في مجتمعات تواجه أزمات متعددة كالمجتمع العراقي . علينا أن نعترف بواقعية موقعنا في العالم اليوم.



" لسنا أنداداً للغرب أو للشرق" ، ولا بأس بذلك. هذا الاعتراف ليس انهزاماً، بل خطوة نحو فهم ذاتنا وقدراتنا الحقيقية. التواضع هو البداية الحقيقية لأي عملية بناء، فهو الذي يجعلنا ندرك حجم التحديات ويمنحنا القدرة على التعامل معها بفعالية . لقد اعتدنا على أن نتصدر نشرات الأخبار العالمية، غالباً بسبب الحروب والصراعات والأزمات. لكن هل هذا ما نريده حقاً؟ أليس من الأفضل أن نعيش بسلام، بعيداً عن صخب الأحداث، وأن نبني مجتمعات متعافية وسليمة قادرة على تحقيق الاستقرار والتنمية؟ السلام ليس خياراً ثانوياً، بل هو شرط أساسي لبناء الدول وتحقيق الرفاهية لمواطنيها .


إن بناء الدول الحديثة لا يتحقق دون الالتزام بالقوانين التي تحفظ كرامة الإنسان وتضمن العدالة للجميع. علينا أن نتبنى مبادئ التحضر والعمل الجاد والالتزام بالقانون كأساس لحياتنا اليومية. فالدول التي ازدهرت في العالم لم تصل إلى ما هي عليه إلا من خلال التزامها بقواعد واضحة تضمن الاحترام المتبادل بين الأفراد وتعزز من قوتها الداخلية .

 


إن الحفاظ على وحدة العراق وثرواته مسؤولية الجميع. العراق بلد غني بموارده وتاريخه، لكن استنزاف هذه الثروات بسبب الصراعات وعدم الاستقرار يعوق أي تقدم حقيقي. يجب أن نتعلم كيف نحمي مواردنا، وكيف نجعلها أداة لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة . المجتمعات التي تنهض هي تلك التي تختار البناء على الخلافات، لا أن تغرق فيها.



العراق بحاجة إلى استقرار وهدوء، إلى عمل وجهد مشترك بين جميع أبنائه. يجب أن نترك الصراعات الجانبية ونتوجه نحو مشاريع تنموية تجعلنا في طليعة الدول المنتجة والفعالة .


التواضع لا يعني التخلي عن الطموح، بل هو السبيل إلى تحقيقه. لن نبني دولة قوية إلا بالسلام، ولن نحقق الاستقرار إلا بالعمل الجاد والالتزام بالقانون.


العراق يمتلك كل المقومات ليكون نموذجاً للدول الناجحة، لكن الأمر يبدأ منا نحن، من وعينا بضرورة التغيير ومن استعدادنا لتحمل المسؤولية تجاه أنفسنا ووطننا .

مقالات ذات صلة
تعليقات