وكالة بدر نيوز
١٨ ذو الحجة ١٤٤٥ هـ | 26 Jun 2024
ثمانية اشهر كاملة عنوانها صمود غزة
526 0 2024-06-02

ثمانية اشهر كاملة من الصبر والدموع والالم والقتل والابادة بفعل وحشية ما يسمى بالعالم المتحضر الحر كذبا وزورا وبهتانا والذي دعم كيان الارهاب المجرم بكل وسائل القتل والحصار والتجويع ، ثمانية اشهر كاملة والمقاومة الفلسطينية ومعها محور المقاومة يقاتل بشراسة وشجاعة وباصرار صاحب القضية المدرك لحتمية النصر وقهر واذلال جبروت الطغاة .


ثمانية اشهر انخرط العالم في تحديد اي المعسكرين احق وايهما اولى بالاتباع ، هب طلبة عزل وقلبوا معادلة الدم والتجويع والارهاب فباتت غزة رمزا للصمود وفلسطين محطة اباء ومقبرة ليس لابنائها الشهداء المتمسكين بترابها فحسب بل وللمهاجرين العنصريين اللاهثين خلف فرية ارض الميعاد ومعهم الاف من الجرحى ممن وقعوا ضحية غرورهم ووعود حاخاماتهم ممن اوهموهم بأنهم ينتظرون نبيا مخلصا بعد ان يجتمع شتاتهم .


ثمانية اشهر كاملة والفلسطيني المجاهد الذي تقتل عائلته ويشرد اهله وتنتهك حرمة داره وتهدم مدرسته وتدنس مساجده وحرماته يقاتل بثبات ويسقي جموع الموتورين مرارة الهزيمة ،الحق ان هذا المقاتل الباسل المعتقد بحقه يحتاج لدراسة معمقة تكشف عن اصل معدنه ومن أين اتى بكل هذا الثبات وتلك العزة والقوة ، ثمانية اشهر كاملة مثلت بايامها وساعاتها تحديا لكل من حاول فهم تقلباتها بعد ان عبثت مستجدات واخبار ارض المعركة بموازين القوى وغيرت معادلات التفوق ،لتصمد بضعة فصائل بأعداد صغيرة ومجاميع ثائرة امام الة حرب جبارة متخمة بكل برامج التكنولوجيا واساليب وخطط الحروب الحديثة ، وانها لقصة يعجب منها من لم يدرك ان صاحب الحق المؤمن بعدالة القضية لا يمكن حتى للموت الذي يتهددونه به ان يثنيه .


ثمانية اشهر كاملة ، ومواقف الاقربين وقلة الناصر تسيطر على اجواء الحرب غير المتكافئة ،فحتى اؤلئك المدعين للانتماء للارض انخرطوا في معسكر نتنياهو وبايدن ولا غرابة ان لا يكون للدم والنسب علاقة بالمواقف فشعب وحكومة جنوب افريقيا تتعاطف وتتبنى موقف الغزاويين بينما يتنكر عباس وسلطته وشرطته لغزة ،و يثبت حاكم دويلة الامارات خسته ، يؤكد عاهر الاردن صهيونيته وتبعيته فيما يناور قزم جبان على بعد مرمى حجر من غزة مدعيا ان بلاده مستهدفة وان الحرب لن تحل الامور فيترك اهلها وارضها فريسة بل ويشدد الخناق عليها امعانا في نفاقه وجبنه .


مشاهد كثيرة مبهرة تدعو للفخر من جانب اهل غزة ومقاومتها ومعها من يقف لصفها في محور المقاومة والبلدان المتعاطفة والحركات الشعبية والطلابية ،فالفرز لم يعد مرتبطا بالدول والحكومات بل بالشعوب وهو فرز يقوم على الافراد وموقفهم مما يجري ويراد تكريسه بواسطة القتل والابادة والتجويع والعقاب الجماعي ، وهو مخز ويدعو للخجل من طرف الحكومات العربية التي اظهرت الخسة والدناءة بابشع صورة ممكنة ، كما يبدو الاجرام مرتبطا بالاطراف المتحالفة من حكومات وادارت منساقة خلف اجرام جيش الاحتلال الكيان وما يسمى بحكومة الكيان الارهابي الصهيوني، لذا يثبت بالدليل انها انظمة شريكة في الجريمة ليس بفعل صمتها و تغاضيها، بل لدعمها له ولعملياته التي ضربت كل القوانين والانظمة عرض الجدار ،لتثبت شيئا واحدا مفاده ان القوانين وضعت لحماية وتأمين مصالح الاقوى الذي يحاول الهيمنة وتوسيع دائرة نفوذه ولو كان الثمن ازهاق الالاف من المدنيين الابرياء العزل .


نعم هذا جزء من المشهد المرير الذي يعرفه ابناء المقاومة ويريدون تغييره بقوة الايمان ورسوخ الحق ، وبسلاحهم الذي كان لاصدقائهم واشقائهم شرف تمكينهم منه ليكونوا بوضع يتيح لهم الدفاع عن انفسهم، امام قانون الغاب الغربي الامريكي الصهيوني ، فكانت معركة طوفان الاقصى وكان معها النصر والظفر ،بفضل الثبات والتوكل على الله ومواجهة المعتدين ومنازلة غرور المتجبرين ممن وفروا كل شيء لهذا الكيان لاجل ان يستمر ، وأنى لهم ذلك وفي غزة وفلسطين والاراضي المحتلة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه قولا وفعلا واثباتا لحقهم في هذه الارض ،وما تعنيه لهم المقدسات التي يراد طمس معالمها وبيعها بمساعدة المتواطئين بثمن بخس مازالوا يصرون على قبضه فرحين مسرورين بهذا الدور الخياني المشين .

مقالات ذات صلة
تعليقات