وكالة بدر نيوز
١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ | 21 Nov 2024
وما أغتالوه ولكن إغتالوا حلم العرب
111 0 2024-09-30

هيام وهبي

 

 

حزينة حتى الموت يائسة حتى الإنكار ..لا أصدٍّق ولا أريد أن أصدق خبر استشهادك .. يا سيد الوعد الصادق ألم تعدنا بالصلاة معا في القدس. فكيف تُخلف وعدك .. عالم من الأمنيات التي كانت بين يديك قد أنهار .. رؤى لمستقبل ٍ عربي مشرق كانت مرهونةبأصبعك المقدّس قد تهاوت .. كل نقطة دم في شراييني ترفض رحيلك .

يا أسطورة المجد والعزة والشرف والإيمان والصدق والتواضع والشجاعة ميزات لا تجتمع بإنسان.

يا سيدنا لقد أدميت قلوبنا .. كيف تتخلّى عنا.. ونحن الذين نتفيأ في ظل عباءتك .


كل الكلمات هزيلة أمام إغتيالك .. أمام هذا الفقد .. ولا شيء يواسي أو يعزي أو يعبّر عن فداحة خسارتنا .

خذلتنا الدنيا وخذلتنا السماء .. هذه السماء التي كنا نرفع أيدينا نحوها بالدعاء لك .. تآمر علينا الكون .. لاشيء في هذا العالم سوى الغدر والقهر والخذلان .. وبأغتيالك مات الحلم.. حلم ملايين الأحرار الذين يعيشون على وقع كلماتك ووعدك الصادق .. مات الأمل بالنصر الذي لاحت تباشيره ..مات الجزء الأجمل في داخلنا .

لا أتخيل هذه الدنيا وأنت لست فيها وأنني لن أنتظر إطلالاتك وخطاباتك ولن أرى وجهك البهّي ولن أسمع صوتك الهادىء المفعم بالإيمان والصدق والحق ، والقوة ..وكلماتك التي تشعرنا بالأمان والثقة .. اليوم نشعر باليُتم ..والخوف ..والضياع.

أيها القمر الجميل الذي أضاء عتمة هذا الزمن العربي القبيح فكنت النور الذي يضيء لنا الطريق .. يا قمر بني هاشم أيها النجم الذي هوى فعمّ حاضرناالسواد .


أيها الكائن النوراني الذي لا تجود بمثله هذه الدنيا الشحيحة .. رحلت قبل الآوان .. رحلت وأنت في مقتبل الحلم.. وريعان العطاء..لا لم يآن لهذا الفارس أن يترجل .

ولكنه الغدر .. أيها العشق الأزلي لقد جمّلت دنيانا القاسية .. والآن ..لا أعلم إن كان على هذه الأرض ما يستحق الحياة.


يا أيقونتنا الثمينة وكنزنا النفيس نودعُكَ ونودِّع معك قلوبنا المكسورة .. ونعدك بأننا سنبقى على العهد ونسير على النهج .. بأمان الله يا تاج العرب .. يا من تربعت في القلب والوجدان .. وسكنت الذاكرة .. يا من سيُنقش إسمه بحروف من ذهب على صفحات المجد والكرامة .


ربما أنت الآن في مكان أفضل قد تنعم فيه بالراحة التي لم تلقاها على الأرض .. وستلتقي الأحبّة الذين أوجعك فراقهم .


يا أبن الحسين وكربلاء .. يا من طمحت للشهادة فنلتها .. يا قلادتنا الجميلة التي كانت تُزيّن أعناقنا .. ألمتنا يا حبيب الروح وأنت كنت بلسمنا .. أوجعنا رحيلك يا نصرالله .. فلروحك الإستثنائية المجد والخلود وكل الرحمات.. بأمان الله يا إبن بيت النبوّة ..ستبقى الأقوى حضوراُ رغم الغياب.. وسنقول لك دائماً لبيك يا نصرالله .. لبيك يا نصرالله فأنت العصي على النسيان .


والسلام عليك .. السلام عليك يوم ولدت ويوم أستشهدت .. ويوم تُبعَث ُ حيا .

مقالات ذات صلة
تعليقات