وكالة بدر نيوز
١٩ محرم ١٤٤٦ هـ | 27 Jul 2024
نبذة من سيرة الامام الكاظم (ع)
84 0 2024-02-06

حافظ ال بشارة 

الإمام موسى بن جعفر المعروف بـ(كاظم الغيظ) سابع أئمة المسلمين بعد رسول الله (ص) وأحد أعلام الهداية الربّانية، فهو من العترة الطاهرة الذين قرنهم الرسول الأعظم(ص) بمحكم التنزيل وجعلهم قدوة لأولي الألباب وسفناً للنجاة.

ولد الإمام موسى بن جعفر في نهاية العهد الأموي سنة (١٢٨ هـ) وعاصر أيّام انهيار هذا الحكم الذي عاث باسم الخلافة النبويّة في أرض الإسلام فساداً، وعاصر أيضاً بدايات نشوء الحكم العبّاسي الذي استولى على مركز القيادة في العالم الإسلامي تحت شعار الدعوة إلى الرضا من آل محمد (ص) وعاش في ظلّ أبيه الصادق(ع) عقدين من عمره المبارك وورث مدرسته الربّانية التي استقطبت العالم الإسلامي بل الإنساني أجمع.

فعاصر حكم (السفّاح) ثم حكم (المنصور) الذي اغتال أباه في 25 شوال سنة (١٤٨ هـ) وتصدّى للإمامة بعد أبيه الصادق(ع) في ظروف حرجة كان يخشى فيها على حياته.

وقد أحكم الإمام الصادق(ع) التدبير للحفاظ على ولده (موسى) ليضمن استمرار حركة الرسالة الإلهية في أقسى الظروف السياسية حتى أينعت ثمار هذه الشجرة الباسقة خلال ثلاثة عقود من عمره العامر بالهدى، وتنفّس هواء الحرية بشكل نسبي في أيّام (المهدي) العبّاسي وما يقرب من عقد في أيام حكم (هارون).

لقد عاش الإمام موسى الكاظم(ع) ثلاثة عقود من عمره المبارك والحكم العبّاسي لمّا يستفحل ، ولكنه قد عانى من الضغوط في عقده الأخير ضغوطاً قلّما عاناها أحد من أئمة أهل البيت(ع) من الأمويين وممن سبق (هارون) من العباسيين من حيث السجن المستمرّ، وقد روي أنّ (هارون) خاطب الرسول الأعظم (ص) معتذراً منه لاعتقال سبطه موسى بن جعفر (ع) زاعماً أنّ وجوده بين ظهراني الأمة سبب للفرقة!

لقد سار الإمام موسى الكاظم(ع) على منهاج جدّه رسول الله(ص) وآبائه المعصومين في الاهتمام بشؤون الرسالة الإلهية وصيانتها من الضياع والتحريف، والجدّ في صيانة الأمة من الانهيار والاضمحلال ومقارعة الظالمين وتأييد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر للصدّ من تمادي الحكام في الظلم والاستبداد.

وقد كانت مدرسته العلمية الزاخرة بالعلماء وطلاّب المعرفة تشكّل تحدّياً إسلامياً حضاريّاً وتقف أمام تراث كل الحضارات الوافدة وتربي الفطاحل من العلماء والمجتهدين وتبلور المنهج المعرفي للعلوم الإسلامية والإنسانية معاً.

كما كانت نشاطاته التربوية والتنظيمية تكشف عن عنايته الفائقة بالجماعة الصالحة وتخطيطه لمستقبل الأمة الإسلامية الزاهر.

بقي هذا الإمام العظيم ثابتاً مقاوماً على خط الرسالة والعقيدة لا تأخذه في الله لومة لائم حتى قضى نحبه مسموماً شهيداً محتسباً حياته مضحّياً بكل ما يملك في سبيل الله وإعلاء لكلمة الله ودين جدّه المصطفى محمد(ص) في الخامس والعشرين من رجب سنة (١٨٣) أو (١٨٤ هـ).

فسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد في سبيل الله ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.

مقالات ذات صلة
تعليقات