د. اسماعيل النجار
بغطاءٍ أميركي إعتدَت إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت مستهدفةً أحد أكبر قادة المقاومة الإسلامية في لبنان.
وفي طهران إخترقت تل أبيب سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأغتالت قائد المقاومة الفلسطينية القائد إسماعيل هنيه.
عربدة صهيونية أميركية علنية، نفاق إعلامي وسياسي أميركي نجحت من خلاله واشنطن بإقناع كل محور المقاومة أنها لا تريد توسعة الحرب في أكبر بروباغاندا إعلامية متفق عليها مع العدو الصهيوني سَوَّقَ لها الإعلام العربي وصدقها وتبناها إعلامنا وبدأ يتحدث عن الضغوط الأميركية.
بكل الأحوال رئيس الوزراء الصهيوني ورغم التحذيرات الكثيرة له تجرأ وقام بإعطاء الضوء الأخضر لسلاح الجو لكي ينفذ جريمته في بيروت وطهران.
إلى هنا إنتهى الأمر لدى تل أبيب لكن في بيروت وإيران حسابات أُخرىَ تختلف كلياِ عن حسابات جرابيع الكيان.
نحن في الضاحية كنا ننتظر ضربة أكبر وفي أكثر من مكان رغم تفاؤل البعض أن إسرائيل لن تتجرَّأ، وضربة طهران لم تكن متوقعه بتاتاً وممنوع أن يتشدق أحد ويقول كان لدينا معلومات؟
مجدداِ بدأ الحديث عن رد المقاومة ورد إيران وحجمه ونوعه ومكانه وزمانه، ودخلنا دوامة التكهنات.
أيها الإخوة الرد مؤكد ومحسوب وتل أبيب ستدفع أثماناً باهظة لخطيئتها الكُبرىَ، ولكن يجب أن نسأل أنفسنا من أين أقلعت المُسيَّرَة إلى طهران؟
هل أقلعت من الكيان أم من السعودية أو الإمارات أو من أذربيجان؟ أيضاً وأيضاً ما هو الهدف من الإغتيالين في نفس الليلة والتوقيت؟ أليس هذا يدل على تنسيق صهيوني أميركي مطلق تريد من ورائه الدولتين ضرب طهران رأس محور المقاومة وبيروت رأس حربة المساندة؟
علينا أن لا ننخدع بعد اليوم بتصريحات المسؤولين الأميركيين وخصوصاً آموس هوكشتاين، وكل كلمة قالها مسؤول أميركي بأنه ضد التصعيد مع حزب الله هو ذر للرماد في العيون واعطاء وقت لإسرائيل لتجهيز نفسها وجيشها.
بعد إغتيال هنية اميركا ستذهب إلى فصل الجبهات بالإتفاق مع إسرائيل عبر وقف الحرب في غزة والإستدارة شمالاً نحو لبنان.
بكل تأكيد هذا ما يخطط له الأميركيين والصهاينة ويجب أن نفهم أنه علينا دخول الجليل قبل حشد الجيوش مقابل جبهتنا وقطع الطريق علينا يجب ان نكون مبادرين وليس متلقين.
نتنياهو واللوبي الصهيوني الأميركي نجحوا في توريط أي رئيس قادم لأميركا في حرب كبيرة ستشتعل في المنطقة وستقاتل فيها أميركا بقوة دفاعاِ عن مصالحها ووجودها وكيانات حلفائها.
أما بالنسبة لإيران فإن ما حصل جريمة واعتداء علني على سيادتها من قِبَل إسرائيل وقتل ضيف ذات مستوى عالي يفترض أنه في مأمن، وأيضاً ما حصل يعتبر إختبار للرئيس الإيراني الإصلاحي الجديد ولقدرة إيران على حماية ضيوفها ورد اعتبارها.
بليلة واحدة قصفت أميركا العراق واغتالت قائداً كبيراً في الحشد الشعبي واستهدفت اسرائيل أثنين من كبار القادة.
اما آن الأوان أن نفتح النار ولتكن معركة الفصل؟