وكالة بدر نيوز
٢٣ ربيع الأول ١٤٤٦ هـ | 28 Sep 2024
صحيفة وحقوق وعبادة وجهاد
121 0 2024-07-31

زمزم العمران


قال تعالى في كتابه الكريم : (أَمَّنۡ هُوَ قَٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ سَاجِدٗا وَقَآئِمٗا يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ )


الإمام السجاد (عليه السلام) ، الإمام الرابع من أئمة أهل البيت ، كان له دور كبير جداً على المستوى الجهادي والفكري والعقائدي ، على الرغم من صعوبة الحياة التي عاشها ،فبدءاً من مصيبة إستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) واه‍ل بيته وأنصاره ، حتى إستشهاده فلم يكن التقية المشددة التي عاشها ، ومضايقات السلطة الأموية الظالمة من العوامل التي تحجب اشعاعه في جميع المجالات.


فعلى الصعيد الجهادي ، على الرغم من المرض الشديد الذي كان يعانيه ، عندما دخل عليه الامام الحسين (عليه السلام) يوم العاشر من محرم ، وسأله السجاد (عليه السلام) عن عمه أبو الفضل (عليه السلام) ، وبقية الأنصار والاصحاب .


فقال له: ” يا بني اعلم أنه ليس في الخيام رجل حي إلا أنا وأنت، وأما هؤلاء الذين تسأل عنهم فكلهم صرعى على وجه الثرى ” ، فبكى علي بن الحسين بكاءا شديدا، ثم قال لعمته زينب: ” يا عمتاه علي بالسيف والعصا “.


فقال له أبوه: ” وما تصنع بهما “.


فقال: ” أما العصا فأتوكأ عليها، وأما السيف فأذب به بين يدي ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنه لاخير في الحياة بعده “.

 

كذلك وقوفه بوجه ابن زياد ويزيد والتصدي لهم ، وبيان المظلومية من خلال خطبه المشهورة في مجالس الظالمين ، حيث توصف كما روي عن رسول الله ( أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) ، أما عن المستوى العقائدي والفكري ، فقد كان للأمام السجاد ذلك الأثر الذي عجز عن الإتيان بمثله بنو البشر ، الا وهي “الصحيفة السجادية”، التي وصفت بأنها منهجاً تربوياً وعبادياً ومعرفياً ، وعندما قام المرجع الديني الكبير السيد المرعشي النجفي بأرسال نسخة من الصحيفة السجادية مع رسالة إلى الشيخ الطنطاوي شيخ الأزهر ، فكتب في جواب رسالته : من الشقاوة إنا إلى الآن لم نقف على هذا الأثر القيم الخالد ، من مواريث النبوة وأهل البيت ، وإني كلما تأملتها رأيتها فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق .

 

أما فيما يتعلق برسالة الحقوق التي سبقت أعلاه حقوق الإنسان العالمي في آب عام 1789، كانت رسالة الحقوق قد كُتبت في القرن السابع الميلادي، اي قبل هذا الإعلان بألف سنة ، لكن المعيب في الأمر أن كليات الحقوق تُعنى بدراسة حقوق الإنسان الاتية من الغرب ، ولم تهتم بهذه الرسالة العظيمة التي سبقت الفكر الغربي بعشرات القرون ،لكي تحدد لكل إنسان ماهي واجباته وماهي حقوقه، في كل المجالات والتي احتوت على (51) حق سواء في المستوى العبادي ، كحق الله وحق النفس ، كذلك المستوى السياسي مثل حقوق الرعية على الحاكم وحق الحاكم على الرعية ، والمستوى الإجتماعي كحقوق الوالدين والأخوة والجار والصاحب والسائل وإلى آخره.


بل حتى أهل الديانات الأخرى ،فكانت هي الدليل الكامل لكل من عليه حق ، وإليه حق فسلام عليه يوم ولد ، ويوم إستشهد ، ويوم يبعث حياً .

مقالات ذات صلة
تعليقات