وكالة بدر نيوز
٢٣ ربيع الأول ١٤٤٦ هـ | 28 Sep 2024
ولقد عدنا توا من “حج” عظيم
84 0 2024-08-26

زمزم العمران


كم حاول الجهال ثني العاشقين
عن أن يزوروا السبط يوم ‎الأربعين
لكنهم خسئوا فذى شبهاتهم
صارت رميما تحت نعل الزائرين

 

مسيرة العشق الحسيني والزحف المقدس الذي يتجه صوب كربلاء كل عام في أربعينية الإمام الحسين “عليه السلام” دليل على خلود الثورة الحسينية، وانتصار المفاهيم التي جاء بها وخرج من اجلها الحسين (عليه السلام)، واثبت بأن واقعة كربلاء كانت وما زالت ثورة على الطغاة، والواقع المتردي للأمة من اجل إيقاف الممارسات التي تعمل على انحراف الدين الإسلامي.

يشار إلى أن الملايين من داخل العراق وخارجه يقصدون في الـ20 من صفر من كل عام محافظة كربلاء لأداء زيارة أربعينة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس “عليهما السلام” ، حيث يعطي العراقيين للعالم بأجمعه درساً في التكافل الإجتماعي الذي يقضي على اي ثغرة بين الطوائف مصدرها الضعف والاستغلال والاستعباد يتم تغذيتها من قبل ضعفاء النفوس لخلق فجوة بين الزائرين فرغم اختلاف الطوائف والجنسيات والمذاهب إلا أنهم استطاعوا جمعهم على حب الحسين عليه السلام.

مارثون مسافته أكثر من 500 كيلو متر يشترك فيه أكثر من 10 ملايين إنسان على أقل التقدير، وهذا المارثون يشترك فيه الطفل والشيخ والكبير والصغير والشاب والشابة والمريض والمعوق ، زواراً وخدام ،يفرشون سفرة الطعام منصوبة طولها أكثر من 1000 كيلومتر (من البصرة الى كربلاء ومن شمال بغداد الى كربلاء) وتحتوي على مختلف الأطعمة والمشروبات والفواكه والحلويات وتقدم على مدى 24 ساعة وهي بدون مقابل،

كل منا يعمل ويخدم من أجل راحة الزائر وارضائه خدمتهم في قمة المستوى من الأخلاق والجودة، يحملون مختلف الشهادات والعناوين من الدكتوراه والعالم والتاجر والمدرس والفلاح والعامل وغيرها من فئات المجتمع يعملون تحت مصطلح واحد خادم الحسين وتحت راية واحدة راية الحسين عليه السلام.

إنهم قوم ضربوا أروع الأمثلة في السخاء والبذل والعطاء حتى وإن كانت حالتهم المادية ضعيفة فإن الكثير منهم يدخر شيئا مما يحصله في كل شهر لكي يحظى ويفخر ويفوز بشرف خدمة زوار الإمام الحسين (عليه السلام) في هذه الأيام لقد ضربوا واقعا أروع الدروس العملية في البذل والعطاء والتضحية والايثار والأخلاق والسجايا المحمدية التي تأثر بها الكثير وانعكست على سلوكهم وتصرفاتهم في البذل والعطاء بلا مقابل في سائر أيام حياتهم.

إن زيارة الأربعين ، سلطت الضوء على واقع هذه الأمة والذي تعيشه من تحديات وأزمات سببها مصدر مشترك وهو فتنة التكفير والطائفية والقراءة الخاطئة للإسلام والدين ،زيارة الاربعين وحدت الزائرين بدون فوارق ومميزات في كربلاء الحسين تحت شعار واحد “لبيك ياحسين ” .

مقالات ذات صلة
تعليقات